خراج - أفضل منصة لشراء الفواكه والخضار بالجملة في السعودية

تعرف على الزراعة المائية (التقنيات، المميزات، العيوب)

image
image
image
image
image
تعرف على الزراعة المائية (التقنيات، المميزات، العيوب)


مصطلح الزراعة المائية قد يبدو غريبًا بالنسبة لك، فقد تعودتُ على رؤية النباتات مزروعة في الحقول والحدائق، لكن الزراعة المائية جاءت لتُغير كل شيء وأصبحت من أحد أشهر الطرق الزراعية التي يتبناها الكثير من المزارعين حول العالم.

حيثُ تعتبر الزراعة المائية تقنية فعالة في تحقيق إنتاج زراعي مستدام وتحسين استخدام الموارد المائية.

نسعى من خلال هذا المقال إلى تقديم نظرة عامة لك عن كل ما يخص الزراعة المائية، بما في ذلك المفهوم والتقنيات وكذلك المميزات والسلبيات. دعنا نكتشف سويًا كل هذا!

ما المقصود بـ الزراعة المائية؟!

الزراعة المائية أو ما يُطلق عليها أيضًا "الزراعة بدون تربة" هي بمثابة نظام زراعي حديث، يعتمد على المياه دون استخدام التربة التقليدية. يعتمد هذا النمط على توفير محيط محكم للنباتات يحتوي على المياه والمغذيات الضرورية للنباتات، يتم ذلك من خلال توظيف أنابيب وصناديق خاصة لتداول المياه والمغذيات حول الجذور النباتية.

يُستخدم هذا النوع من الزراعة لزراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل مثل الخضروات والفواكه والأعشاب وحتى الأسماك. 

ما هي تقنيات الزراعة المائية؟ 

تتمثل أبرز تقنيات الزراعة المائية فيما يلي:

1. نظام المد والجذر المائي (Ebb & Flow):

يُسمى أيضًا نظام الغمر والصرف، ويُعتبر من أكثر أنظمة الزراعة المائية شيوعًا، يتم في هذا النظام غمر وتصريف جذور النباتات في محلول مغذي بشكل دوري. يتم توصيل المحلول إلى حوض الزراعة بواسطة مضخة، وبعد فترة محددة، يتم استنزاف المحلول بعيدًا. يعود الهواء إلى الجذور، مما يسمح لها بامتصاص الأكسجين قبل الغمر المقبل. يساعد هذا النظام على تحقيق توازن بين توفير المغذيات والأكسجين للنباتات.

يتميز هذا النظام بما يلي: 

- يتيح نظام المد والجزر زراعة مجموعة واسعة من النباتات، بما في ذلك الفواكه والزهور والخضروات. مما يمنح إنتاجية زراعية عالية وعائدًا وفيرًا.

- يمكن بناء نظام المد والجزر بسهولة في المنزل 

بينما تشمل عيوب هذا النظام الآتي: 

- يعتمد نجاح نظام المد والجزر على عمل المضخة بشكل سليم. بالتالي، إذا حدث عُطل في المضخة، فقد يتسبب ذلك في موت النباتات. لذلك يتطلب الأمر مراقبة النظام بانتظام للتأكد من أن المضخة تعمل بشكل صحيح وأن النباتات تتلقى كمية كافية من الماء والعناصر الغذائية.

-يتطلب نظام المد والجزر الاهتمام بالصرف الصحي والصيانة الدورية. إذا لم يتم تجفيف سرير النمو بشكل صحيح، فقد يحدث تلف في النباتات نتيجة للتعفن والأمراض.

2. نظام التنقيط (Drip):

 يتم في هذا النظام تزويد النباتات بالمحلول المغذي بشكل مستمر عن طريق تنقيط قطرات المحلول ببطء على جذور النباتات. يتم استخدام أنابيب رفيعة أو أنابيب مثقبة لتوزيع المحلول بالتساوي على النباتات. يعتبر هذا النظام فعالًا في استخدام المياه والمغذيات بشكل دقيق.


إليك مجموعة من المميزات التي يوفرها هذا النظام: 

1. يُمكن استخدام هذا النظام لزراعة مجموعة متنوعة من النباتات بفضل وسائل النمو الكبيرة وأنظمة الجذر القوية. 

2. يمكن لنظام التنقيط دعم الزراعة المائية على نطاق واسع بسهولة. يمكن إضافة المزيد من النباتات عن طريق توصيل أنابيب جديدة وتوجيه المحلول إلى المنطقة النباتية الجديدة. كذلك يمكن إضافة محاصيل جديدة عن طريق إضافة خزانات إضافية وتوقيتات مختلفة؛ لتلبية احتياجات النباتات الجديدة.


بينما يمكننا تلخيص عيوب هذا النظام فيما يلي: 

1. يتطلب نظام التنقيط صيانة دورية. لذلك يجب مراقبة مستويات الأس الهيدروجيني والمغذيات في المحلول بانتظام، مع تصريفه واستبداله إذا تتطلب الأمر.

2. قد تكون أنظمة التنقيط معقدة وتتطلب فهمًا عميقًا. لذلك يمكن أن تكون هذه الأنظمة أقل ملاءمة للمزارعين المنزليين الذين يفضلون أنظمة أكثر بساطة للزراعة.

3. نظام الفيلم الرقيق (NFT):

 يتم في هذا النظام تدفق المحلول المغذي على شكل فيلم رقيق فوق جذور النباتات المعلقة في قنوات ضيقة. يتسبب التدفق في توزيع المحلول المغذي بشكل مستمر ومتواصل على جذور النباتات. يتم جمع المحلول المغذي الزائد وإعادته إلى الخزان لإعادة استخدامه.

على عكس الزراعة المائية في المياه العميقة، فإن جذور النباتات في نظام الفيلم الرقيق NFT ليست مغمورة في الماء. بل، بدلاً من ذلك يتدفق التيار (أو “الفيلم”) فقط على نهايات جذورهم. سوف تزيل أطراف الجذور الرطوبة إلى النبات، بينما يُمنح نظام الجذر المكشوف الكثير من الوصول إلى الأكسجين.

تتمثل مميزات هذا النظام فيما يلي: 

1. يتطلب هذا النظام كميات مائية وعناصر غذائية قليلة، نظرًا لإعادة تدوير الماء. وبفضل التدفق المستمر، يتعذر على الأملاح تراكمها على جذور النباتات. كما أنه لا يتطلب استخدام وسائط نمو قابلة للتحلل، مما يوفر تكاليف شراء واستبدال الوسائط.

2. يعتبر هذا النظام مثاليًا للمشاريع الزراعية الكبيرة. حيثُ أنه بمجرد إنشاء القناة الواحدة وتشغيلها، يصبح من السهل جدًا توسيع النظام. فيمكنك إضافة قنوات متعددة في البيوت المحمية لدعم محاصيل مختلفة. 

3. يمكن تغذية كل قناة بخزان مستقل، مما يعني أنه إذا حدث خلل في المضخة أو انتشرت الأمراض في الماء، فلن تتأثر العملية بأكملها.


بينما تتمثل عيوب هذا النظام فيما يلي:

1. في حالة فشل المضخة وتوقف تدفق الماء في القناة التي تحتوي على فيلم المغذيات، ستجف نباتاتك في خلال ساعات قليلة. لذلك يجب أن تكون متيقظًا وتراقب أداء المضخة بعناية لضمان استمرارية التغذية المائية.

2. قد يحدث انسداد في القناة إذا كانت النباتات متقاربة جدًا أو إذا كان نمو الجذور مكثفًا. إذا تسببت الجذور في انسداد القناة، فلن يتدفق الماء وسيؤدي ذلك إلى جوع النباتات وموتها. 

4. نظام الزراعة الهوائية (Aeroponics): 

يعتبر النظام الهوائي من أكثر التقنيات تقدمًا في الزراعة المائية. تعلق جذور النباتات في الهواء وتتعرض لرش رذاذ ناعم من المحلول المغذي. يعتبر هذا النظام فعالًا في توفير الأكسجين والمغذيات للجذور، مما يساعد على تعزيز نمو النباتات بسرعة وزيادة إنتاجيتها.

أنظمة الزراعة الهوائية تكون عبارة عن أطر مغلقة، مثل المكعبات أو الأبراج، بحيثُ يمكنها استيعاب العديد من النباتات في وقت واحد. يتم تخزين الماء والمواد الغذائية في الخزان، ومن ثم يتم ضخها في فوهة تقوم بتفتيت المحلول وتوزيعه على شكل رذاذ ناعم. عادة ما يتم إطلاق الضباب من أعلى البرج، مما يسمح له بالتدفق إلى أسفل الغرفة.


إليك أبرز مزايا هذا النظام:

1. يوفر نظام الزراعة الهوائية فائضًا من الأكسجين المأخوذ من الجذور العارية، مما يعزز نمو النبات. إنه نظام صديق للبيئة ويوفر أداءًا ممتازًا. 

2. كما أنه نظام قابل للتخصيص ومتعدد الاستخدامات، ويحقق نتائج عالية الجودة بشكل موثوق.

3. يمكن نقل برج النمو وصواني الأيروبونيكس بسهولة من موقع إلى آخر دون التأثير على نمو النبات. أثناء عملية النقل، يمكن رش الجذور يدويًا لمنع جفافها. 

4. بالإضافة إلى ذلك، تم تصميم الأنظمة الهوائية لتوفير راحة وزيادة المساحة. يسمح لك الزراعة الهوائية بزراعة النباتات بكثافة أكبر من أنظمة الزراعة المائية الأخرى.


بينما تشمل عيوب هذا النظام النقاط التالية:

1. يتطلب هذا النظام تكلفة أولية أعلى من أنظمة الزراعة المائية الأخرى. حيثُ يحتاج بناء نظام كامل إلى خزانات وأجهزة تحكم في الوقت ومضخات وهذا يُعتبر مُكلفًا. 

2. يتطلب هذا النظام توازنًا دقيقًا، بالتالي إذا حدث خلل في النظام، فقد تتأثر نباتاتك بشكل كبير. فمثلًا إذا توقف عداد الوقت أو تعطل المضخة، فقد تفقد محصولك بالكامل ما لم تروي الجذور يدويًا.

5. نظام الفتيل (Wick):

 يعتمد نظام الفتيل على استخدام فتيل لامتصاص المحلول المغذي وتوصيله إلى جذور النباتات. يتم وضع أحد طرفي الفتيل في الخزان الذي يحتوي على المحلول، في حين يتم وضع الطرف الآخر من الفتيل في التربة بجانب جذور النباتات. يتحرك المحلول المغذي بواسطة التوتر السطحي في الفتيل من الخزان إلى الجذور. يعتبر هذا النظام بسيطًا ورخيصًا في التنفيذ، ولكنه يعتبر أقل فعالية في توفير المغذيات للنباتات مقارنةً ببعض التقنيات الأخرى.

يتميز هذا النظام بما يلي: 

1. يُعد نظام الفتيل سهلًا ويمكن لأي شخص إنشاؤه دون الحاجة إلى اهتمام مفرط. يوفر الفتيل مياه مستمرة للنباتات، مما يقلل من خطر جفافها. بالإضافة إلى ذلك، يحقق الفتيل نجاحًا ملحوظًا في زراعة الخس ويوفر عائدًا جيدًا على الاستثمار دون الحاجة إلى تدخل يدوي.

2. يعتبر نظام الفتيل غير مزعج ويمكن تركيبه في أي مكان، حيث لا يحتاج إلى استخدام الكهرباء للتشغيل. وبالتالي، يعتبر خيارًا مثاليًا للمعلمين والمبتدئين وأي شخص يهتم بالزراعة المائية ويرغب في استكشافها.

بينما تشمل عيوب هذا النظام ما يلي:

1. تواجه الخضروات مثل الطماطم صعوبة في النمو والازدهار في نظام الفتيل بسبب احتياجها العالي للماء والعناصر الغذائية. كما أن النباتات الأخرى لا تستطيع الازدهار بشكل مستدام في بيئة رطبة دائمًا. وبالتالي، الخضروات الجذرية مثل الجزر واللفت لن تكون ناجحة في نظام الفتيل.

2. يُعتبر عرضة أكثر للتعفن، حيثُ يكون نظام الفتيل المائي رطبًا دائمًا، وهذا يزيد من احتمالية تكوّن الفطريات والعفن في وسط النمو العضوي وجذور النباتات.

ما هي مميزات الزراعة المائية؟

على الرغم من التساؤلات الكثيرة التي قد تُثار أحيانًا حول فعالية الزراعة المائية، إلا أن هناك العديد من المزايا الواضحة لهذه الطريقة الزراعية المبتكرة، تتمثل هذه المزايا فيما يلي:


1. زيادة الإنتاجية الزراعية:

تعمل الزراعة المائية على زيادة إنتاج النباتات بشكل كبير، حيث يمكن للنباتات النمو بسرعة أكبر والحصول على المغذيات اللازمة بسهولة، وهذا يؤدي بدوره إلى تحسين الإنتاجية وزيادة العائد من نفس المساحة.

2. ملائمة للزراعة في أي مكان:

تسمح الزراعة المائية بزراعة النباتات في أي مكان في العالم، بغض النظر عن الظروف المناخية. وهذا يساعد في تقليل اعتماد الزراعة على الظروف البيئية،وتحقيق الأمن الغذائي في العالم. 

3. حماية النباتات من الآفات والأمراض:

هناك العديد من الآفات والأمراض الزراعية التي تنتقل إلى النباتات بسهولة عبر التربة. لكن، على العكس من ذلك فإن الزراعة المائية تقلل من انتقال الآفات والأمراض التي تعتمد عادة على التربة. وهذا يؤدي إلى نمو نباتات أكثر صحة وإنتاجية.

4. كفاءة استخدام الموارد:

ومع تزايد استهلاكنا للمياه زاد القلق بشأن توافر المياه واستدامتها، بالتالي أصبحت الزراعة المائية حلاً مثاليًا للعالم.

حيثُ تعتبر الزراعة المائية فعالة للغاية من حيث استخدام الموارد وتقليل استهلاك المياه بنسبة تتراوح ما بين 70 % إلى 90 % مقارنةً بالزراعة التقليدية. حيث يتم إعادة تدوير المياه واستخدامها بشكل مستمر. كما أنها تسمح بمراقبة دقيقة لظروف نمو النباتات مثل درجة الحرارة والإضاءة والرطوبة.

5. إمكانية التحكم والمراقبة:

 تتيح الزراعة المائية للمزارعين مراقبة ظروف نمو النبات بدقة والتحكم بها، مما يُسهل تجربة العوامل المختلفة لتحسين إنتاج المحاصيل.


6. تقليل التأثيرات البيئية:

تعتمد الزراعة المائية على تقليل استخدام المبيدات والأسمدة، مما يسهم في تقليل التأثيرات البيئية السلبية وتساهم في الزراعة المستدامة.

7. يمكن زراعتها على مدار العام:

تسمح الزراعة المائية بالتحكم الدقيق في الظروف المحيطة وتوفير الإضاءة الصناعية. بالتالي يمكن استخدامها لزراعة النباتات على مدار العام. 

8. توفر مزيدًا من الاستدامة: 

تعتبر الزراعة المائية نظامًا زراعيًا مستدامًا يمكن أن يلعب دورًا في تلبية احتياجات الغذاء المتزايدة في العالم بطريقة صديقة للبيئة.

ما هي عيوب الزراعة المائية؟

على الرغم من المزايا المتعددة للزراعة المائية، إلا أنها تتضمن أيضًا العديد من العيوب، تتمثل فيما يلي:

1. تتطلب تقنيات الزراعة المائية تكاليف أعلى مقارنة بالزراعة التقليدية. حيثُ تحتاج إلى شراء أنظمة الري المتقدمة والمعدات الخاصة مثل أنظمة التحكم في المحلول الغذائي وأنظمة الإضاءة الاصطناعية.

2.تتطلب الزراعة المائية تقنيات معقدة وتحتاج إلى معرفة متخصصة وإدارة دقيقة. مما يصعب على المزارعين الجدد تحقيق النجاح في هذا المجال إذا لم يكونوا على دراية كافية بالتقنيات والممارسات اللازمة.

3. إذا تعرض المحلول الغذائي المستخدم في الزراعة المائية للتلوث بالفطريات أو البكتيريا، فإن هذا يمكن أن يؤثر على صحة النباتات ويؤدي إلى فشل النمو أو انتشار الأمراض الزراعية.

4. قد يكون من الصعب زراعة بعض الأصناف النباتية التقليدية باستخدام تقنيات الزراعة المائية، مما يقلل من التنوع الوراثي للمحاصيل المزروعة.

5. تعمل الزراعة المائية على زيادة استهلاك الكهرباء، مما يُزيد من التكاليف العامة للنظام. حيثُ تتطلب بعض تقنيات الزراعة المائية مصادر إضاءة اصطناعية لتوفير الضوء اللازم لنمو النباتات

6. في حالة حدوث عطل في نظام الزراعة المائية، مثل انقطاع التيار الكهربائي أو خلل في نظام التحكم، قد يكون لهذا تأثير سلبي على النباتات. 



في النهاية، يجب أن تدرك أن الزراعة المائية هي خطوة مهمة نحو تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية. بتوظيف التكنولوجيا والابتكار، يمكن تحقيق زراعة مائية أكثر فعالية ومستدامة في المستقبل.

إذا أعجبك المقال، لا تنسى أن تشاركه مع غيرك ليتعرف أيضًا على هذا النهج الزراعي المُبتكر. 


منصة خراج ٢٠٢٤، جميع الحقوق محفوظة